## الفصل الأول: الطفولة والتدريب
كان الإسكندر ابنا للملك فيليب الثاني من مقدونيا والملكة أولمبياس من إبيروس. ولد في عام 356 قبل الميلاد في بيلا، عاصمة مقدونيا. كان لديه شقيقة تدعى كليوباترا وشقيق غير شقيق يدعى فيليب الثالث.
كان الإسكندر طفلا فضوليا وذكيا وشجاعا. كان يحب القراءة والتعلم والمغامرة. كان يهتم بالفلسفة والتاريخ والأساطير والأدب. كان يحلم بأن يصبح بطلا مثل أبطال الإلياذة والأوديسة، القصائد الشهيرة للشاعر هوميروس.
عندما كان عمره 10 سنوات، أهداه والده حصانا أسود جميلا يدعى بوسيفالس. كان الحصان عنيدا ومتوحشا ولم يسمح لأحد بركوبه. لكن الإسكندر لاحظ أن الحصان يخاف من ظله. فاقترب منه بهدوء وأداره نحو الشمس وهمس في أذنه كلمات طيبة. ثم ركبه بسهولة وأبهر والده وجميع المشاهدين. قال فيليب لابنه: "ابني، ابحث عن مملكة تليق بك، فمقدونيا صغيرة عليك".
عندما كان عمره 13 سنة، أرسله والده إلى ميكينا، مدينة قديمة في اليونان، ليتلقى تعليمه على يد أحد أعظم المعلمين في التاريخ، الفيلسوف أرسطو. كان أرسطو تلميذا للفيلسوف الشهير سقراط ومعلما للفيلسوف العظيم أفلاطون. علم أرسطو الإسكندر العلوم والرياضيات والفنون والأخلاق والسياسة. كما علمه كيف يفكر بنقد ويستخدم المنطق ويبحث عن الحقيقة. كان الإسكندر متعطشا للمعرفة وكان يسأل أرسطو عن كل شيء. كان أرسطو يقول: "الإسكندر ليس تلميذي، بل صديقي ورفيقي في البحث".
بالإضافة إلى التعليم النظري، تلقى الإسكندر تدريبا عسكريا على يد أفضل الجنرالات في مقدونيا. تعلم كيف يقود الفرسان وينظم الجيش ويخطط للمعارك ويستخدم الأسلحة. كان شجاعا وماهرا وجريئا. كان يحب التحدي والمجازفة والمجد. كان يريد أن يثبت نفسه أمام والده وأمام العالم.
## الفصل الثاني: الملك والفاتح
في عام 336 قبل الميلاد، توفي فيليب الثاني بعد أن تعرض للاغتيال على يد أحد حراسه. ورث الإسكندر العرش عندما كان عمره 20 سنة. كان أمامه تحديات كبيرة. كان عليه أن يوحد مقدونيا واليونان تحت سلطته وأن يواجه الإمبراطورية الفارسية الضخمة التي كانت تهدد حدوده. كان عليه أيضا أن يحقق حلمه الكبير: غزو آسيا والوصول إلى أقاصي العالم.
بدأ الإسكندر حملته العسكرية بسرعة وحكمة. أولا، قمع التمردات في مقدونيا واليونان وأرسل رسالة واضحة إلى الجميع: أنه الملك الشرعي والقوي والعادل. ثانيا، عبر مضيق الدردنيل ودخل آسيا الصغرى، حيث واجه جيش الفرس في معركة الجرانيكوس. كانت المعركة شرسة ومتقلبة، لكن الإسكندر قاد فرسانه بشجاعة وهزم الفرس وقتل قائدهم. ثالثا، تابع تقدمه نحو الجنوب واستولى على مدن ومناطق مهمة مثل سارديس وهاليكارناسوس وميليتوس وفوينيقيا ومصر. في كل مكان، كان يحترم الثقافات والأديان المحلية ويترك حكاما موالين له. كان ينشر الثقافة اليونانية ويبني مدنا جديدة تحمل اسمه، مثل الإسكندرية في مصر، التي أصبحت مركزا للعلوم والفنون والتجارة.
بعد أن ضمن سيطرته على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، توجه الإسكندر نحو الشرق لمواجهة الملك الفارسي داريوس الثالث. التقى به في معركة إيسوس في عام 333 قبل الميلاد. كان جيش داريوس أكبر بكثير
اترك لنا رايك تشجيعا لنا